رمل وصلصال وألوان

كنت أحب اللعب بالرمال كثيراً
لذا كنت أحب الرحلات البرية والكشتات
كان أهلي يفضلون التخييم في البر في إجازات الربيع
فكانت فرصتي للقيام بهوايتي هذه
فاستمتع كثيراً بالحفر في الرمال أو بناء قلاع رملية وتزيينها بالعيدان والزهور البرية
كنت ارش الرمال ببعض المياه ليسهل تشكيلها
وأحيانا لا احتاج للمياه, ففي الربيع يكفي أن تحفر الأرض قليلاً لتجد الرمال الرطبة
استخدم في بعض الأحيان الكؤوس الورقية في عمل القلاع الصغيرة
واستخدم العيدان للنقش ورسم النوافذ وحفر الأبواب
في فترة ما كنت أتسلل من بيتنا للعب بالرمال في البيت الذي مازال تحت الإنشاء بجوار بيتنا
كان هناك شحنة كبيرة من الرمال الحمراء كنت أتسلل للعب بها وأحمل معي أحيانا بعض الماء
ولكن سرعان ما يفتقدونني أهلي ويبحثون عني ليجدوني هناك

أيضاً كنت أحب اللعب بالصلصال
وكنا نشتريه في علبة صغيرة تحتوي على مجموعة من قطع الصلصال الملون
ولكن سرعان ماتختلط الألوان جميعها لينتج عنها لون زيتي غامق كئيب
وكثيراً ما كانت آثار الصلصال تلتصق بأظافري مما يعرضني للتوبيخ
حين أرسم كنت أحب استخدام الألوان المائية (الفلوماستر)
واستخدمها أيضاً في تلوين الرسوم في المجلات أو كتب التلوين
لكن بعد أن كبرت قليلاً أصبحت أفضل الألوان الخشبية أو ألوان الشمع

الأوراق الملونة التي كنا نسميها أوراق القص واللصق لم تكن تستهويني
لم أكن أجيد التحكم بالمقص لقص الأشكال التي أريد
قيل لي أن ارسم الأشكال بالقلم خلف ورقة القص واللصق ثم أقصها حسب رسمي
لكن القص كان يأتي متعرجاً وسرعان ما تفسد الورقة
فيما بعد اكتشفت فائدة أخرى لها
كنت أطوي الورقة وأقصها من الجوانب وجزء من الوسط ثم أفردها على ورقة كبيرة
ثم أحضر الألوان المائية وألون الأجزاء الفارغة ثم أنزع الورقة المقصوصة
فتبدوا لي لوحة ملونة
كنت أيضاً اعمل لوحات من الألوان الزيتية
ارسم لوحة فيها مجموعة مختلطة من الألوان الأحمر والأصفر والأخضر الفاتح
ثم أغطيها باللون الأسود الداكن
بعدها أحضر سكين أو مسطرة وأحك اللون الأسود في عدة مواضع لتبدو الألوان الأخرى من تحته

احد معلمي الرسم في المدرسة قال لنا أنه ليس شرطاً أن نرسم الشجرة خضراء لم لا نرسمها زرقاء مثلا
فيما بعد أفرطت كثيراًُ في هذا العبث
أصبحت ارسم سماء خضراء وشجراً أرجوانياً وشمساً بنية
لكنها بعد فترة بدت لي كئيبة فتخليت عنها